ثقافة (القدَر) في الخيال الشعبي من (المثل) إلى (الموال): «اللي انکتب» نموذجًا

نوع المستند : البحوث والدِّراسات.

المؤلف

وکيل کلية اللغات والترجمة - جامعة مصر للعلوم والتکنولوجيا

المستخلص

لعلّ موضوع (القدَر) وسيطرته على مصير الإنسان من أقدم الموضوعات الفکريّة، وأکثر السياقات الدلاليّة التي طرحت في الفکر الإنسانيّ، فلم يخل من الخوض فيه أي مجال فکري وإبداعي، سواء أکان ذلک في الدين، أم الفلسفة، أم الفن. ومن ثمّ کان للقدر ثقافة أثبتت حضورها في الخيال الشعبيّ.
ويتناول هذا البحث بالدرس ثقافة (القدَر) في الخيال الشعبي وتطوره من صيغة (المثل) إلى صيغة (الموال)، متخذًا من المثل/ الموّال: "اللي انکتب على الجبين" نموذجًا للدراسة.
وتبتغي الدراسة بذلک أن تؤصل لتصور القدر في الخيال الشعبي أولاً، ثم تلتمس حضوره في المأثورات الشعبيّة من خلال (المثل)، ثم تطوره في صيغة أدائيّة أخرى مائزة، وهي صيغة (الموال) الملحن والمغنّى.
وربط الموضوع بجذوره الثقافيّة النابعة منه ابتداءً ذو أهمية بالغة في فهمه ومن ثمّ تحليله، وکذلک في الوعي بقدر الخيال الشعبي وخطورته.
من هذا المنطلق ننظر إلى القدر في الخيال الشعبي باعتباره موروثًا ثقافيًّا وعقديًّا مرتبطًا بالإنسان، ومترسبًا في أعماقه الفکريّة والوجدانيّة منذ لحظته الأولى التي عبّر فيها عن نفسه محاولاً تفسير الظواهر الکونيّة من حوله، مجابهًا لها حينًا، ومستسلمًا لها حينأ آخر.
وهذا المثل الشعبي الذي سجّله العلامة أحمد تيمور باشا في معجم الأمثال العامية بهذه الصيغة: "اللي على الجبين تراه العيون"، ويروى: "المکتوب على الجبين تراه العيون"، يجعلنا في مواجهة مصيرية مع القدر الذي لم يقتصر الخيال الشعبي عليه في بيان کتابة الأقدار، بل جاء في مثل مصري آخر: "المکتوب ما منوش مهروب."

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية