الحاسـوب واکتشاف الظواهر اللغوية والأدبية

نوع المستند : البحوث والدِّراسات.

المؤلف

کلية الآداب - جامعة السويس.

المستخلص

من أخطرِ المشکلاتِ التي تُواجهُ اللغةَ ظاهرةُ الاستعارةِ، وتأتي خطورةُ هذه الظاهرةِ من صعوبةِ معالجتِها منهجيًّا؛ لأنها تَخْضَعُ للعاطفةِ والوجدانِ أکثرَ من خُضُوعِها للعقلِ والمنطقِ، فعلى الرغمِ من القيمةِ الأدبيةِ التي تؤديها الاستعارةُ فإنها ما زالتْ تعرقلُ کثيرًا من المهامِّ اللغويةِ التي يقومُ بها الحاسوبُ باعتبارِها خروجًا على النظامِ اللغويِّ، مما يجعلُها تقفُ حجرَ عثرةٍ أمامَ حوسبةِ اللغةِ من ناحية، وأمام نظم الترجمة الآلية من ناحية أخرى، فعادةً ما يحتاجُ الحاسوبُ إلى نظامٍ مطردٍ تخضعُ لَهُ الظاهرةُ التي يتعاملُ معها، أما الاستعارةُ فتقومُ على تقويضِ هذا النظامِ، فتُحدِث تغييرًا في الدلالةِ وضربًا للعلاقةِ القائمةِ بينَ الدالِّ والمدلولِ؛ لتقيمَ علاقاتٍ أخرى مکانَها، ولهذا تُهَدِّدُ أيةَ محاولةٍ للمعالجةِ الحاسوبيّةِ.

ولکن الذي لا شکَّ فيه أن هناک نظامًا ما تبنيهِ الاستعارةُ على أنقاضِ النظامِ السابقِ، وهو ما يُمْکِنُ للحاسوبِ ـ بعدَ تزويدِهِ بمبادِئ هذا النظامِ ـ 
الاستعانةُ بِهِ في معالجةِ الاستعارةِ.
الهدف من هذه المعالجة هو الوصول إلى مؤشرات لغوية للاستعارة يمکن ضبطها آليًّا، ويمکن برمجتها وتنميتها؛ لکي تجعل الآلة قادرة على ما يقوم به العقل البشري من التمييز بين العبارات الصريحة المباشرة وبين ذروة الفن اللغوي المتجسد في الاستعارة والمجاز بصفة عامة، وهي محاولة لا تخلو من الصعوبات؛ لأنها تحاول إخضاع الفن المعقد للعلم الدقيق، فَأنْ تفهمَ آلةٌ المجازَ وهو ذروةُ الفنِّ القوليِّ ثم تُحلِّلَ أنواعه المختلفة هذا شيءٌ صعبٌ.
وقد أحصى جورج لاندون من المرکبات النحوية في دراسته للاستعارة في شعر ويلفريد أوين ثلاثة أنواع، هي:
1- المرکب الفعلي 2- المرکب المفعولي 3 - المرکب الوصفي، کما رأى أن الأنواع الدلالية في التعبيرات الاستعارية ثلاثة أيضًا، هي: التجسيد والإحياء والتشخيص، وهو ما قام بترجمته الأستاذ الدکتور سعد مصلوح، وتطبيقه على قصائد في شعر البارودي وشوقي والشابي. ومن خلال استخدام الحاسوب وتخزين قصائد من الشعر العربي المعاصر وتحليل أنماط الاستعارة في هذه القصائد، وتبين أن الأنواع النحوية للصور الاستعارية جاءت کالتالي: المرکب الفعلي، والمرکب الاسمي الإسنادي، والمرکب الإضافي والمرکب الوصفي والمرکب المفعولي والمرکب الحالي والمرکب الجري والمرکب الظرفي والمرکب البدلي والمرکب الندائي.
کما تبين أن صور الانتقال الدلالي للاستعارة هي:
أولا: الانتقال الدلالي من المجرد إلى المحسوس، ثانيا: الانتقال الدلالي من المحسوس إلى المجرد، ثالثا: الانتقال الدلالي بين درجتي المحسوس، رابعًا: الانتقال الدلالي بين الساکن والمتحرک، خامسًا: الانتقال الدلالي بين الحيِّ وغير الحيِّ، سادسًا: الانتقال بين البشري وغير البشري، وأن لکل صورة من هذه الصور عدة أنماط رُصدت في هذه الدراسة.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية