عبقريَّة التَّأليف العلمي عند العرب "مقالة في ضوء القمر لابن الهيثم أنموذجًا"

نوع المستند : البحوث والدِّراسات.

المؤلف

نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، وأستاذ الفيزياء وتاريخ العلوم.

المستخلص

يعتبر الحسن بن الهيثم رائدًا في التأليف بلغة عربية علمية ذات خصائص مميزة من أسلوب، ومصطلحات، ورموز، ورسوم توضيحية، وغيرها. وقد عرض رسالته " مقالة في ضوء القمر" بلغة عربية فصيحة، سهلة الألفاظ، ومحددة المصطلحات، وواضحة المعاني والدلالات، الأمر الذى جعل من أسلوبه اللغوي، ومنهجه العلمي في وضع المصطلحات واستعمالها وإشاعتها، أنموذجا راقيا للمستوى الرفيع الذى وصل إليه الـتأليف العلمي والتقني باللغة العربية في عصر الازدهار الإسلامي.
فهو عندما يستخدم- مثلا- تعبير "نِفوذ الضوء في الأجسام المشفّة"، يتکئ في ذلک على المعنى اللغوي في الاشتقاق: قد شفّ عليه ثوبه يشف شُفوفًا وشفيفًا، أي رقَّ حتى يرى ما خلفه، وشفّ الشيء: لم يحجب ما وراءه. يقول ابن الهيثم في کتابه" المناظر": " إن الهواء جسم مشفُّ شديد الشفيف، إلا أنه ليس ففي غاية الشفيف، بل فيه غِلظ يسير"
ونلاحظ أن جميع المصطلحات العلمية التي استخدمها ابن الهيثم ففي "مقالة ففي ضوء القمر" اشتقاقية، أو مجازية، أو تراکيب ومتلازمات تعبير، دون أن يلجأ إلى التعريب.

الكلمات الرئيسية