فقه الَّتعايُش عند ابن حزم

نوع المستند : البحوث والدِّراسات.

المؤلف

الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربيّة، وأستاذ بکلية دار العلوم، جامعة القاهرة.

المستخلص

ابن حزم هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، وُلد في آخر يوم من شهر رمضان من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة (= 944م).
سکن هو وآباؤه قرطبة، حاضرة الأندلس، ونالوا فيها جاهًا عريضًا، کما يقول صاعد، فکان أبوه أحد العظماء من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر، ثم لابنه من بعده، وکان ابنه الفقيه وزيرًا لعبد الرحمن المستظهر بالله بن هشام
عضَّته السياسية بأنيابها، وأدت إلى دخوله السجن، فنبذها، وأقبل على قراءة العلوم وتقييد الآثار والسنن، فعنى بعلم المنطق، وألَّف فيه کتاب التقريب لحدود المنطق "وأوغل – بعد هذا – في الاستکثار من علوم الشريعة، حتى نال منها ما لم ينلْه أحد – قط – بالأندلس، قبله، وصنف مصنفات کثيرة العدد، شريفة المقصد". في فنون کثيرة تدل على ثقافة شاملة عميقة متنوعة المشارب، جمعت بين فقه والأصول والحديث والتاريخ والأنساب والملل والنحل والشعر والأدب، والنحو واللغة والرد على المخالفين في المذاهب الفقهية، والاعتقادية، والأديان، ولم يمنعه هذا کله أن يکتب في الحب، فکتب فيه کتابه: "طوق الحمامة"، وبلغت مؤلفاته کما يقول معاصروه: نحو أربعمائة مجلٍد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة، ويعلق صاعد على هذا بقوله: "وهذا شيء ما علمناه في أحد ممن کان في دولة الإسلام قبله، إلا لأبي جعفر ابن جرير الطبري الکبير (310 هـ) فإنه أکثر أهل الإسلام تأليفًا".

الكلمات الرئيسية