أهمية التَّذوُّق الأدبيّ في فَهْم عبارات الصُّوفيَّة

نوع المستند : المقالات العلمية.

المؤلف

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية، مدير مرکز تحقيق التراث العربى بجامعة مصر للعلوم و التکنولوجيا.

المستخلص

للتَّصوُّف الإسلاميِّ مصطلحات صدرت عن أهله لتعبِّر عن مواجيدهم وأحوالهم، وما يلاقونه من منازلاتٍ في طريق الوصول إلى الله. والتَّصوُّف طريق تزكية يبدأ بالزُّهد والتَّخلِّي عن الدنيا وشهواتها، ثم يُردَف بالتحلي بصدق العبوديَّة، ومكارم الأخلاق، والمحبَّة، ثم ينتهي بالتَّجلِّي، أي: بتجلِّي الله تعالى على العبد. وفي حالة التَّجلِّي هذه قد تخرج من العبد عبارات رمزيَّة أو تعبيرات مجازيَّة توهم غير متذوقها بأفكار أبعد ما تكون عن حقيقة الحال.
ومن اللافت أن نجد من بين علماء الشَّريعة مَن يسارع في الإنكار على الشعراء الذين يُعبِّرون بلغة المشاعر لا بلغة العقول، أما علماء الإسلام الكبار، والفقهاء الربانيون فإنَّهم يتفَهْمون، بل يتذوقون عبارات الوَجد والشَّوق التي قد تصدر عن شعراء الحب الإلهي؛ لأن الشِّعر على وجه الخصوص له لغة رمزيَّة خاصة يعرفها كلُّ من تعرَّض لدراسة الأدب في أي لغة على مستوى العالم.
وقد تناول هذا البحثُ نماذجَ من عبارات الصُّوفيَّة -شعرًا ونثرًا- وبيَّن مقاصدها الفكريَّة من خلال التَّذوُّق الأدبيّ السَّليم، الذي يراعي حال القائل وما وظفه من الطاقات الدِّلاليَّة للألفاظ والعبارات؛ فتوصَّل إلى أنه لا تناقضَ بين النُّصوص الشَّرعيَّة والأحوال الروحيَّة المعبَّر عنها بالأسلوب الأدبيّ. 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية