"الرِّسالة الهزليَّة" لابن زيدون رؤية أخرى

نوع المستند : البحوث والدِّراسات.

المؤلف

کلية الآداب، جامعة عين شمس

المستخلص

تتناول هذه الدراسة رؤية جديدة لرسالة ابن زيدون التي تُعرف باسم "الرسالة الهزلية"، وهي المنسوبة إلى ولّادة بنت المستكفي، ولكنها في الأصل من إنشاء ابن زيدون، كتبها ساخرًا على لسانها ليهجو خصمه الوزير ابن عبدوس. ورغم تسميتها بالهزلية، فإن طبيعتها أقرب إلى التهكم، إذ تتجاوز الإضحاك إلى السخرية اللاذعة والإهانة المستترة. الفرق الأساس بين الهزل والتهكم أن الهزل يهدف للإمتاع، بينما التهكم يحمل احتقارًا خفيًا تحت قناع ساخر. وتُفتتح الرسالة بـ"أما بعد" في غير موضعها المعتاد، كضربة مفاجئة تقحم القارئ في أجواء هجائية قاسية. الرسالة تستعرض قبح ابن عبدوس وضعفه وادعاءه، لكنها انقلبت على صاحبها؛ إذ أغضبت ولّادة وأبعدتها عن ابن زيدون، فخسر حبيبته وفضّلَت خصمه عليه. بذلك تحوّل النص إلى وثيقة تفضح انفعاله وضعفه أكثر مما تُهين عدوه. ومن خلال مقارنة بأساليب هزلية خالصة ككتابات ابن سودون، يظهر بوضوح أن رسالة ابن زيدون ليست هزلًا للتسلية، بل تهكمًا مليئًا بالحقد والمرارة. في النهاية، تمثل هذه الرسالة مثالًا على ذكاء بلاغي أسيء توظيفه، فكان وبالًا على كاتبه.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية