ريادة الأعمال التَّسويقيَّة في عصر الابتكار الإعلامي والذَّكاء الاصطناعي.. وتأثيرها على تحوُّلات في هيكلة المشهد التَّسويقي للشَّركات "دراسة حالة لروبوت ((ChatGPT"

في ظلِّ تسارع الابتكار الإعلامي وظهور الذَّكاء الاصطناعي كأداة جوهريَّة في العمل التَّسويقي، برزت ريادة الأعمال التَّسويقيَّة المدعومة بتقنيات مثل ChatGPT بوصفها محركًا لإعادة هيكلة إدارات التَّسويق داخل الشركات.
هدفت هذه الدِّراسة إلى استكشاف أثر تبني الذَّكاء الاصطناعي التَّوليدي على كفاءة الأقسام التَّسويقيَّة، وتحديد حجم الاعتماد الفعلي، والفوائد المتحققة، والتَّحدِّيات التَّنظيميَّة والمِهْنيَّة المرافقة لهذا التَّحوُّل. واعتمد البحث على مسح ميداني شمل (400) موظف تسويق في شركات تِجارِيَّة متنوعة الحجم.
كشفت النتائج أن (94.8%) من الشركات تستخدم الذَّكاء الاصطناعي في التَّسويق بشكل أساسي، بينما يتصدر ChatGPT قائمة الأدوات بنسبة استخدام (75.3%). كما بيَّنت أن فئة المسوقين ذوي الخبرة التي تتجاوز خمس سنوات تمثِّل (56.3%) من العينة، ما يوضِّح اعتماد السوق على الكفاءات القادرة على دمج التقنيات التَّوليديَّة. واتفقت كافة الفرق تقريبًا على أن الذَّكاء الاصطناعي وخاصة ChatGPT يسرِّع إطلاق الحملات ويحسِّن جودة المحتوى ويخفِّض التكاليف، في حين أبرز (93.2%) الحاجة إلى تدريب مستمر، وأظهر (89.2%) مخاوف من استبدال الوظائف. ومع ذلك، ترى أغلبية واضحة أن دور البشر سيظل محوريًّا في صياغة الأوامر ومتابعة ومراقبة أدوات الذَّكاء الاصطناعي، لكي تخرج مخرجات صحيحة ومعبِّرة عن هويَّة العلامات التِجارِيَّة (86.5%). ويترتَّب على ذلك أن هيكلة الوظائف في أقسام التَّسويق سوف تتغيَّر وينتج أشكال جديدة تحمل وظائف جديدة مثل مدخل الأوامر أو هندسة الأوامر، ووظائف ستغيب عن المشهد، مثل الوظائف التقليديَّة الرُّوتينيَّة، وأيضًا تقليل أعداد الموظفين في الوظيفة الواحدة ويأخذ مكانهم ChatGPT ويظل عنصر بشري واحد يدخل الأوامر بـChatGPT ويراقب ويحلل أداءه.
وتوصي الدِّراسة بترسيخ حوكمة بشريَّة للمخرجات، وتكامل الأدوات الذَّكيَّة مع الأنظمة القائمة، وتطوير برامج تدريب في هندسة الأوامر وتحليل البيانات، مع إعادة تصميم الأدوار لتتحول من مهام تكراريَّة إلى وظائف تحليليَّة واستشاريَّة عالية القيمة، حفاظًا على تنافسيَّة الشَّركة واستدامة عائد استثمار الذَّكاء الاصطناعي.