المنطق الغائم وعلاقته بالذکاء الاصطناعي

نوع المستند : البحوث والدِّراسات.

المؤلف

قسم الفلسفة، کلية الاداب، جامعة بورسعيد.

المستخلص

يعد الدافع الأساسي لظهور المنطق الغائم  Fuzzy Logicهو الحاجة إلي إطار مفهومي يمکن أن ينطبق علي موضوعات اللايقين وعدم الدقة، طالما أن التفکير الاستدلالي البشري يمکن أن يستخدم المفاهيم والمعرفة التي ليس لها حدود صارمة محددة تمامًا (أي؛ المفاهيم الغائمة). ومن ثم يمکن القول إن المنطق الغائم هو المنطق الذي يتناول أنماط التفکير الاستدلالي التي تکون تقريبية أکثر منها دقيقة بمعنى إن المنطق الغائم هو منطق اللغات الطبيعية أو منطق الحياة اليومية المتسمة بالغموض وعدم الدقة واللايقين، في حين أن المنطق الکلاسيکي هو منطق اللغات المثالية (الرمزية) المتسمة بالدقة التامة، وهي لغات لا يمکن التحدث بها. فالمنطق الغائم إذن هو وسيلة لنمذجة لايقين اللغات الطبيعية.
       ولقد کان الميلاد الفعلي للمنطق الغائم علي يد العالم الأمريکي الجنسية (الإيراني الأصل) لطفي زاده عندما نشر عام1965 بحثاً بعنوان "الفئات الغائمة". وقد توالت الکتابات عن الغيامة بشکل سريع خلال السبعينيات من القرن العشرين حتى أصبح المنطق بمعناه الغائم صناعة مکتملة بذاتها لها أعلامها الذين ينطق بلسانهم منذ عام 1978 مجلة خاصة تحمل اسم "المجلة الدولية للفئات والنظم الغائمة".
فالمنطق الغائم – إذن– هو منطق التکنولوجيا المتقدمة، إنه منطق من أجل التطبيق العملي، فهو يهدف لجعل الآلة أکثر تفاعلية مع الإنسان وعندما يطبق المنطق الغائم على الحواسيب فإنه يسمح لها بأن تحاکي عملية التفکير الاستدلالي الإنساني، فتکمم المعلومات غير الدقيقة، وتتخذ قرارات قائمة على بيانات غامضة وغير کاملة.
       وقد تناولنا في هذا البحث الأسباب الرئيسـة التي أدت إلى زعزعة العلم والرياضيات واهتزاز الثقة في المنطق الکلاسيکي ثنائي القيم عامة وقانون الثالث المرفوع خاصة، وکيف أدت تلک الأسباب إلي محاولة تجاوز قانون الثالث المرفوع والخروج من ثنائية "الصدق – الکذب" الکلاسيکية والبحث عن أنساق منطقية بديلة تسمح بمزيد من القيم المتوسطة بين الصدق والکذب. ثم بينا أن تلک الأنساق المنطقية البديلة، متعددة القيم، لم تستطع حل الإشکاليات التي واجهت المنطق الثنائي، الأمر الذي أدى بدوره إلى ظهور المنطق الغائم، الذي استطاع التغلب على تلک الإشکاليات. وأخيراً عرضنا ماهية المنطق الغائم المتفردة التي تميزه عن الأنساق المنطقية التقليدية، وأهم الانتقادات التي وجهت إليه، وأهم تطبيقاته في مجال الذکاء الاصطناعي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية